الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد أطنب بعض المفسرين في تفسير هذه الآية وذكر عند تفسيرها من الروايات الإسرائيلية ما ينبغي للمسلم أن يضرب عنه صفحاً. ونحن نكتفي بتحليل ما جاء في النص القرآني ولو كانت في غير ذلك فائدة للمسلم في دينه أو دنياه لأشار لها القرآن الكريم. يقول الله تعالى: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا....[البقرة:102] هذه الآية من سورة البقرة، جاءت في سياق الحديث عن اليهود الذي بدأ من قول الله تبارك وتعالى، خِطابًا للمؤمنين: أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ[البقرة:75].
ومجمل ما ذكره المفسرون فيها باختصار: أن اليهود اتبعوا وصدقوا ما تتقوله الشياطين والفجرة على ملك سليمان، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم.. وما تتقوله الشياطين على ملك سليمان، أنه لم يكن نبيًّا مرسلاً ينزل عليه الوحي من الله تعالى، وإنما كان ساحرًا يستمد العون من سحره، وأن سحره هذا هو الذي وطد له الملك وجعله يسيطر على الجن والطير والرياح، فنسبوا بذلك الكفر لسليمان، وما كفر سليمان، ولكن هؤلاء الشياطين الفجرة هم الذين كفروا؛ إذ تقوّلوا الأقاويل وأخذوا يعلمون الناس السحر من عندهم، ومن آثار ما أنزل ببابل على الملكين هاروت وماروت، مع أن هذين الملكين ما كانا يعلمان أحدًا حتى يقولا له: إنما نعلمك ما يؤدي إلى الفتنة والكفر فاعرفه واحذره، واجتنب العمل به. ولكن الناس لم يأخذوا بهذه النصيحة فاستخدموا مما تعلموه منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه. لقد كفر هؤلاء الفجرة،
تعليقات
إرسال تعليق