فرضت الصّلاة على المسلمين ليلة أسري بالنّبي صلّى الله عليه وسلّم إلى السّماء في رحلة الإسراء والمعراج، وقد فرضت في بادىء الأمر خمسين صلاة في اليوم والليلة، وقد راجع النّبي الكريم ربّه مراتٍ عدّة حتّى خفّفها عن هذه الأمّة وبلغت خمس صلوات في اليوم والليلة، وهذا يدلّ على رحمة الله تعالى بهذه الأمّة وأنّه لم يفرض ما يشقّ فعله عليها من تكليفات وفروض، وقد عدّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام الصّلاة من أهم الفرائض وهي الرّكن الثّاني من أركان الإسلام بعد شهادة التّوحيد، كما أنّها الفارق بين الإسلام والكفر، فمن تركها جحودًا بها كفر بلا خلاف بين العلماء، وقد حرص المسلمون ومنذ أن فرضت عليهم الصّلاة على إقامتها في أوقاتها والاجتماع لها في بيوت الله، وقد دعا النّبي الكريم جميع من يسمع النّداء أي الأذان أن يسارع إلى الصّلاة في المسجد إلا أن يكون عنده عذر شديدٌ في ذلك، فما هي أهميّة الصّلاة بالنسبة للفرد والمجتمع ككل ؟ وما هو فضلها ؟
لا يخفى على أحدٍ فضل الصّلاة فهي وكما أسلفنا من أهمّ العبادات فهي أوّل عبادة يسأل عنها المسلم يوم القيامة، فمن حفظها حفظه الله، ومن ضيّعها ضيعه الله، وهي حبل النّجاة من تمسّك بها نجي ومن تركها خاب وخسر، كما أنّ من صفات المؤمنين المتّقين أنّهم يقيمون صلاتهم في أوقاتها ويحافظون عليها، بينما ترى صفات المنافقين أنّهم يتكاسلون حين يذهبون إلى الصّلاة ويراؤون النّاس في صلاتهم، وبالتّالي فإنّ المحافظة على الصّلاة وحسن أدائها هي معيار للتّمييز بين المسلم الصّالح الخاشع والمنافق المرائي ، كما أنّ الصّلاة وإقامتها هي من ثمار التّمكين في الأرض، قال تعالى ( الذين إن مكّناهم في الأرض أقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة ).
تعليقات
إرسال تعليق