صاحب المذهب الامام مالك بن أنس:
هو مالك بن أنس بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان - بالغين المعجمة، والياء المثناة تحت - ابن خُثيل - بالخاء المعجمة المضمومة، وفتح الثاء المثلثة - ابن عمرو بن الحارث - والحارث هذا هو ذو أصبح - الأصبحي المدني، كنيته : أبو عبد الله، وقد اختلف في نسب ذي أصبح اختلافا كثيرا .
المذهب المالكي هو المدرسة التي اتخذت أقوال الإمام مالك بن أنس (ت179هـ) مردا للعمل والفتيا والتقليد ، وجعلت أصوله وفروعه مناط الدرس والاتباع ، مع قدر من الاجتهاد والتصحيح والتوجيه لأئمة المذهب المجتهدين ، شأن غيره من المذاهب المتبوعة في ذلك .وقد انتشر هذا المذهب في الآفاق بفضل الله أولا ، ثم بفضل جهود تلامذة الإمام مالك رحمه الله ، الذي أطبق الناس في زمانه على إمامته والرجوع إليه في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
نشأ المذهب المالكي في المدينة، التي كانت مصدر الإشعاع العلمي، إذ هي المقر الأصلي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته من المهاجرين والأنصار، فمن الطبيعي جداً - إذن - أن تكون هي المقر الأصلي لمدرسة الحديث، لأنها موطنه الحقيق، ولأن بها الكثير من حفظة الحديث، كان فيها عمر بن الخطاب المتشدد في الأخذ بالحديث، وكان فيها عثمان بن عفان، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعائشة أم المؤمنين، رضي الله عنهم، وغيرهم ممن لم يميلوا إلى الأخذ بالرأي .
وبعد هؤلاء جاء سعيد بن المسيب الذي كان على رأس هذه المدرسة، ومن بعده ابن شهاب الزهري، ونافع مولى عبد الله بن عمر، حتى جاء مالك الذي نشأ بالمدينة فحمل لواء هذه المدرسة، بل إن مدرسة المدينة كلها تركزت فيه . ولكن هذا لا يعنى أنه لم يأخذ بالرأي، فإنه قد أخذ به وتوسع فيه، مما جعل ابن قتيبة يضعه ضمن أصحاب الرأي( 1)، فقد جمع مالك إلى جانب كونه محدثا، إماما في الحديث، الإمامة في الفقه .
تعليقات
إرسال تعليق